بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحدَه ، الحمد لله المُنعم بقَبول القليل ، المُتكرم بإعطاء الجزيل ، تقدَّس عما يقول أهل التعطيل ، وتعالى عمّا يعتقد أهل التمثيل ، والصلاة والسلام على خير الأنام نبيّنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، خير من اتبع ، أفضل من اقتدي به ، صلوات ربي وسلامه عليه وبعد :
فهته فوائد وفرائد كنتُ قد اقتنصتها بعد أن أجليت النظر في الكتاب القيّم البديع الماتع فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد ، وقد احتوت هته الفرائد على أحكامٍ ومسائلٍ وأقوال للسلف الصالح رضوان الله عليهم وبعض التفسيرات والفوائد اللغوية وغيرها ، سأضعها بين أيديكم إخواني الأحباب على فتراتٍ بإذن الله وأسأل الله أن ينفعني وإياكم بها وأن تكون خالصة لوجهه الكريم ..
ولمن أراد أن يرجع للكتاب ورقم الصفحة فهاكم الكتاب ..
فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد
تحقيق الدكتور : الوليد بن عبد الرحمن بن محمد آل فريان
دار ابن الأثير
الطبعة الثانية عشرة
معنى الإله :
قال ابن عباس " رضي الله عنه " : " هو الذي يألهه كل شيء ، ويعبده كل خلق " صـ31
خصائص اسم الله جل في علاه
قال شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : لهذا الاسم الشريف عشرُ خصائص لفظية – ثم قال – وأما خصائصه المعنوية ، فقد قال أعلم الخلق به صلى الله عليه وسلم " لا أحصى ثناءً عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " وكيف تحصي خصائص اسمٍ : لمسمّاه كل كمالٍ على الإطلاق ، وكل مدح وحمد ، وكل ثناء وكل مجد ، وكل جلال وكل كمال ، وكل عز وكل جمال ، وكل خير وإحسان ، وجود وفضل وبرَ فله ومنه .
فما ذكر هذا الاسم في قليل إلا كثّره ، ولا عند خوف إلا أزاله ، ولا عند كرب إلا كشفه ، ولا عند همّ وغمّ إلا فرجه ، ولا عند ضيق إلا وسعه ، ولا تعلق به ضعيف إلا أفاده القوة ، ولا ذليل إلا أناله العز ، ولا فقير إلا أصاره غنيا ، ولا مستوحش إلا آنسه ، ولا مغلوب إلا أيده ونصره ، ولا مضطر إلا كشف ضره ، ولا شريد إلا آواه .
فهو الاسم الذي تكشف به الكربات ، وتستنزل به البركات ، وتجاب به الدعوات ، وتقال به العثرات ، وتستدفع به السيئات ، وتستجلب به الحسنات .
وهو الاسم الذي قامت به السموات والأرض ، وبه أنزلت الكتب ، وبه أرسلت الرسل ، وبه شرعت الشرائع ، وبه قامت الحدود ، وقد شرع الجهاد ، وبه انقسمت الخليقة إلى السعداء والأشقياء ، وبه حقّت الحاقة ، ووقعت الواقعة ، وبه وضعت الموازين القسط ونصب الصراط ، وقام سوق الجنة والنار ، وبه عبد رب العالمين وحُمد ، وبحقّه بعثت الرسل ، وعنه السؤال في القبر ويوم البعث والنشور ، وبه الخصام وإليه المحاكمة ، وفيه الموالاة والمعاداة ، وبه سَعِد من عرفه وقام بحقه ، وبه شقي من جهله وترك حقه ، فهو سر الخلق والأمر ، وبه قاما وثبتا ، وإليه انتهيا . هـ . صـ32-33
الفرق بين الحمد والشكر
الحمد : الثناء باللسان والقلب
الشكر : يكون باللسان والجوارح والجنان ، فهو أعمّ من الحمد . صـ34
صلاة الله على عبده ثناؤه عليه عند الملائكة
التوحيد نوعان :
توحيد المعرفة والإثبات وهو الربوبية والأسماء والصفات
وتوحيد الطلب والقصد وهو الألوهية . صـ36
كلام قيّم حول ما تضمنه القرآن من التوحيد
قال ابن القيم رحمه الله
فإن القرآن : إما خبر عن الله تعالى ، وأسمائه وصفاته وأفعاله وأقواله . فهو التوحيد العلمي الخبري .
وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له ، وخلع ما يعبد من دونه . فهو التوحيد الإرادي الطبي .
وإما : أمر ونهي ، وإلزام بطاعته وأمره ونهيه ، فهو حقوق التوحيد ومكملاته .
وإما : خبر عن إكرام أهل التوحيد ، وما فعل بهم في الدنيا ، وما يكرمهم به في الآخرة ، فهو جزاء توحيده .
وأما : خبر عن أهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال ، وما يحلّ بهم في العُقبى من العذاب , فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد .
فالقرآن كله : في التوحيد وحقوقه وجزائه ، وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم . هـ
صـ36-37
قالت طائفة من السلف : " تسألهم من خلق السموات والأرض ؟ فيقولون : الله ، وهم مع هذا يعبدون غيره
تعريف العبادة عند شيخ الإسلام
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : العبادة هي طاعة الله ، بامتثال ما أمر الله به على ألسنه الرسل . صـ39
قال مجاهد في تفسير آية " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " ، قال " إلا لآمرهم وأنهاهم " واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية . صـ40
الإرادة نوعان :
إرادة شرعية دينية ، وإرادة كونية قدرية . صـ41
الطاغوت : مشتقٌ من الطغيان ، وهو مجاوزة الحد
قال عمر رضي الله عنه : " الطاغوت : الشيطان " . صـ42
" وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه " لابن جرير عن ابن عباس : يعني " أمر " . صـ44
قال عطاء بن أبي رباح " لا تنفض يديك على والديك " . صـ44
الصراط : الطريق ، الذي هو دين الإسلام
قال تعالى " وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه " . صـ50
قال سهل بن عبد الله : " عليكم بالأثر والسنة ، فإني أخاف أنه سيأتي عن قليل زمان ، إذا ذكر إنسان النبي صلى الله عليه وسلم والإقتداء به في جميع أحواله ذموه ونفروا عنه وتبرأوا منه وأذلوه وأهانوه
مع تحبات مدير الشبكة
أبا دجانة